ارتفاع هرمون الحليب (البرولاكتين) عند النساء والرجال: الأسباب، الأعراض والعلاج

يُعد هرمون الحليب أو البرولاكتين من أهم الهرمونات في الجسم، فهو المسؤول عن تحفيز الغدد الثديية لإنتاج الحليب خلال فترة الحمل، والحفاظ على عملية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة. ورغم أهميته، إلا أن ارتفاعه بشكل غير طبيعي عند النساء غير الحوامل أو عند الرجال قد يسبب مشكلات صحية متعددة مرتبطة بالخصوبة، انتظام الدورة الشهرية، وصحة العظام.

إن التوازن في مستوى هذا الهرمون ضروري لصحة المرأة، ولذلك فإن فهم أسباب ارتفاع هرمون الحليب، الأعراض المصاحبة له، مضاعفاته المحتملة، وطرق العلاج يُعد خطوة أساسية للوقاية والعلاج المبكر.

كم نسبة هرمون الحليب الطبيعي والمرتفع؟

تختلف المستويات الطبيعية لهرمون البرولاكتين باختلاف الجنس والحالة:

• النساء غير الحوامل: أقل من 25 نانوغرام/مل.
• الرجال: أقل من 20 نانوغرام/مل.
• الحوامل والمرضعات: بين 80 – 400 نانوغرام/مل.

عندما تتجاوز النسبة 25 نانوغرام/مل تُعرف الحالة باسم فرط برولاكتين الدم، أما إذا ارتفعت فوق 100 نانوغرام/مل فقد تظهر أعراض أكثر وضوحاً مثل اضطرابات الدورة وتأخر الحمل، والتثدي عند الرجال.

أسباب ارتفاع هرمون الحليب

هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى زيادة البرولاكتين في الدم، منها:

• التوتر والضغط النفسي: حيث يرفع الإجهاد المزمن من إفراز البرولاكتين.
• تكيس المبايض (PCOS).
• قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
• انخفاض سكر الدم (Hypoglycemia).
• أورام الغدة النخامية (البرولاكتينوما)
• الأدوية: بعض أدوية الضغط، مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان، المسكنات الأفيونية، وأدوية الحموضة.
• نمط الحياة: مثل ممارسة الرياضة القاسية، أو ارتداء ملابس ضيقة تحفز منطقة الثدي.

أعراض ارتفاع هرمون الحليب

الأعراض قد تختلف بين امرأة وأخرى، لكنها تشمل غالباً:

• اضطراب أو انقطاع الدورة الشهرية.
• صعوبة الحمل أو تأخر الإنجاب.
• جفاف مهبلي أو نقص الرغبة الجنسية.
• إفرازات حليبية من الثدي حتى دون وجود حمل أو رضاعة.
• ضعف العظام وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام على المدى البعيد.
• عند البنات غير المتزوجات قد يسبب: صداع متكرر، إفرازات من الثدي، أو زيادة بسيطة في الوزن.

هل ارتفاع هرمون الحليب يسبب إفرازات مهبلية؟

قد يؤدي ارتفاع هرمون الحليب إلى جفاف مهبلي نتيجة اضطراب الهرمونات الأنثوية، لكنه لا يسبب عادة إفرازات مهبلية مباشرة. الإفرازات المهبلية غالباً مرتبطة بالتهابات أو عدوى، لذلك يجب التمييز بين الحالتين.

أضرار ارتفاع هرمون الحليب 

عدم علاج فرط هرمون الحليب قد يسبب:

• اضطرابات في التبويض وصعوبة الحمل.
• فقدان الكتلة العظمية وزيادة احتمال هشاشة العظام.
• زيادة الوزن في بعض الحالات.
• تقلبات مزاجية وإرهاق مستمر.
• تثدي وقلة خصوبة عند الرجال.

مدة علاج هرمون الحليب

تختلف مدة العلاج حسب السبب:

• في حالة قصور الغدة الدرقية: يتحسن الوضع بعد بدء العلاج بالهرمونات الداعمة للغدة.
• عند وجود ورم برولاكتينوما: قد يحتاج العلاج إلى عدة أشهر باستخدام أدوية محفزة للدوبامين مثل البروموكريبتين.

بشكل عام، يتم متابعة هرمون الحليب كل شهر بعد بدء العلاج، ثم كل 4-6 أشهر للتأكد من ثبات النسبة.

علامات الشفاء من هرمون الحليب

تشمل العلامات الإيجابية التي تدل على استجابة الجسم للعلاج:

• عودة الدورة الشهرية بشكل منتظم.
• اختفاء أو انخفاض إفراز الحليب من الثدي.
• تحسن الخصوبة وزيادة فرص الحمل.
• تحسن الطاقة والمزاج واستقرار الوزن.

أسرع علاج لهرمون الحليب

العلاج يعتمد على السبب، لكن هناك عدة خطوات طبيعية وطبية تسرّع من الشفاء:

1. العلاج الطبي

• أدوية منشطة للدوبامين (مثل كابيرغولين)، حيث يعمل الدوبامين على خفض البرولاكتين.
• علاج قصور الغدة الدرقية إذا كان السبب هرموني.
• التدخل الجراحي في حالات نادرة من الأورام الكبيرة.

2. العلاج الطبيعي والدعم الغذائي

• إدارة التوتر: تمارين التنفس، المشي، السباحة، اليوغا.

• أطعمة ومكملات داعمة:
  • فيتامين B6، المغنيسيوم، الزنك مع النحاس وفيتامين د.
  • أطعمة غنية بالتيروزين (بذور اليقطين، البقوليات، البيض، الأسماك).
  • البروبيوتيك مثل الزبادي والمخلل الطبيعي (لتحسين صحة الأمعاء).
  • شاي البردقوش: أظهرت بعض الدراسات أنه يساعد على توازن الهرمونات، استهلاكه ل60 يوما.

• تجنب الأغذية التي تحفز البرولاكتين مثل الحلبة، الشمر، الشوفان، اللوز، واليانسون الأخضر.

كيف يتم فحص هرمون الحليب؟

للحصول على نتيجة دقيقة، يُنصح بالالتزام بالتالي قبل التحليل:

• الصيام من 6 إلى 8 ساعات.
• الامتناع عن أي نوع من الاجهاد قبل التحليل بيوم.
• إجراء التحليل بين الساعة 8 و11 صباحاً وبعد الاستيقاظ بـ3 ساعات على الأقل.
• تجنب التوتر والتمارين المجهدة قبل الفحص.
• التوقف عن بعض الأدوية المؤثرة بعد استشارة الطبيب.

الخلاصة

ارتفاع هرمون الحليب مشكلة شائعة لكنها قابلة للعلاج بطرق متعددة. التشخيص المبكر يساعد في تجنب المضاعفات مثل العقم أو هشاشة العظام. من المهم معرفة كم نسبة هرمون الحليب الطبيعي ومراقبتها، خاصة عند وجود أعراض مثل اضطراب الدورة أو صعوبة الحمل. العلاج قد يكون طبياً أو مدعوماً بخطوات طبيعية تساعد على تسريع الشفاء، مع متابعة مستمرة مع الطبيب.

إذا كنتِ ترغبين بدليل/بروتوكول متكامل يساعدك على موازنة جميع هرموناتك، تابعي الرابط أدناه واختاري البروتوكول المناسب لكِ للاشتراك والبدء في رحلتك نحو الشفاء:

بروتوكولات صحة المرأة

وإذا كنتِ بحاجة لمعرفة المزيد من التفاصيل حول كيفية علاج تكيس المبايض بشكل طبيعي، يمكنك مشاهدة الحلقة الكاملة للدكتورة فجر الجميري على قناتها في يوتيوب.