ماتعلمته في مدرسه الطب كان رائعا ، انا ممتنه بعمق لهذا العلم الذي يتطور يوميا ويصبو الى انقاذ حياة الكثيرين من المرضى وانا فخوره جدا في زملائي الاطباء الابطال الذين يهدفون يوميا لإنقاذ حياة المرضى سواء في قسم الطوارئ او القلب او العمليات او الاورام ! ارفع لكم القبعه !
ومع ذلك كنت اشعر دائما ان هناك فجوه او فراغ في شفاء المرضى ! ماذا عن علاقه اسلوب الحياه والغذاء بصحتنا ! ارى الكثيرين من المرضى يعودون الى بيوتهم حائرين بعد زياره الطبيب حاملين كيس كبير ملئ بالأدوية التي لا تعالج جذور المرض وانما تطفئ الاعراض.
في ٢٠٠٩ انتقلت الى العيش للولايات المتحده الامريكيه مع اسرتي، بالتحديد مدينه بوسطن ومن هنا حدثت النقله النوعيه في تفكيري وكياني ! لأول مره في حياتي اصبحت مسؤله عن تحضير وجباتي ومن هنا بدأت علاقتي مع الغذاء الصحي . في مدينه بوسطن الجميله مفهوم الحياه الصحيه والغذاء الصحي منتشر في كل مكان . في الشوارع نرى الاشخاص يمشون لمسافات طويله وفي يدهم العصير الاخضر ووعاء سلطه شهيه. اضافه الى ذلك اساسيات واحتياجات الغذاء الصحي كان متوفر في جميع السوبرماركت والجمعيات الصغيره بسعر في متناول الجميع. من هنا بدأ اهتمامي وشغفي بالغذاء الصحي ، بدأت في قراءه المدونات الصحيه ومواقع الطبخ الصحي الالكتروني وتطبيق الوصفات الصحيه في منزلي ! اكتشفت ان الاكل الصحي ليس بسئ او بدون طعم كما كنت اظن ، انما ملئ بنكهات لذيذه مفعمه بالحياه، تمدني بطاقه وحيويه لساعات طويله. ومن هنا بدأت الصحوه ووعدت نفسي ان لا ارجع الى اسلوب حياتي وغذائي القديم. بعد عده اشهر من اعتناق اسلوب الحياه الصحيه ، رأيت السحر يحدث امام عيني ، فقدت وزني الزائد ، بشرتي اصبحت صافيه مثل الاطفال ، جسمي اصبح ممدود بالطاقه والحيويه طوال اليوم ، والاهم من ذلك كله صحتي النفسيه تحسنت بشكل كبير وودعت الضيف الثقيل الذي كان يلازمني لسنوات عديده الا وهو الرهاب والخوف!
ومن هنا قررت ان ادرس علاقه اسلوب الحياه والغذاء بصحتنا ، التحقت بجامعه تفت الطبيه العريقه في بوسطن واتممت وبحمد الله درجه الماجستير في الصحه العامه وتغذيه المجتمع . اضافه الى ذلك تعلمت وقرأت كثيرا عن تخصص الطب الوظيفي ، هذا التخصص الذي ينظر الى علاج جذور المرض وهو يختلف تماما عن الطب التقليدي الحديث الذي يركز اكثر على العلاج الدوائي وتخفيف الاعراض.