الكانديدا (وهي حالة فرط نمو الفطريات في الأمعاء الدقيقة)، هي عدوى فطرية شائعة جدًا تؤثر على الرجال والنساء على حد سواء، ويمكن أن تكون ضارة ومرهقة للكثيرين، حيث أن أعراضها متنوعة للغاية. تشمل هذه الأعراض التعب، الرغبة في تناول الحلويات، رائحة الفم الكريهة، طبقة بيضاء على اللسان، ضبابية في الدماغ، آلام المفاصل، مشاكل هضمية، تكرار التهابات المهبل والمسالك البولية لدى النساء، وغير ذلك. في مستوياتها الطبيعية، تلعب الكانديدا دورًا مفيدًا في مساعدة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية والهضم، ولكن فرط نموها يمكن أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من المشاكل الصحية المضرة. من الضروري أن يكون لديك جهاز مناعة قوي للتحكم في الكانديدا ومنع نمو الفطريات والعدوى. يلعب نمط الحياة الصحي، النظام الغذائي السليم، وبعض العوامل الأخرى دورًا كبيرًا في الحفاظ على جهاز المناعة، وبالتالي التحكم في تكاثر ونمو الفطريات والعدوى. إذا تركت العدوى الفطرية دون علاج، فقد تؤدي إلى العديد من المضاعفات مثل فرط نمو البكتيريا الضار في الأمعاء الدقيقة، تسرب الأمعاء، الآثار النفسية العصبية، وارتفاع مستويات السموم في الدم. لحسن الحظ، يمكن لهذا المقال أن يوجهك في كيفية السيطرة على عدوى الكانديدا، وعلاوة على ذلك، لدى الدكتورة فجر العديد من البروتوكولات الصحية التي يمكن أن تساعدك على القضاء على عدوى الكانديدا طبيعيًا والوقاية منها في المستقبل.
ما هي الكانديدا؟
الكانديدا، وخاصة كانديدا ألبيكانس، هي أكثر أنواع عدوى الفطريات شيوعًا، وتتواجد في الفم، الجهاز الهضمي، والمهبل، ويمكن أن تؤثر أيضًا على الجلد والأغشية المخاطية الأخرى. إنها كائنات دقيقة تعيش في جهازك الهضمي وتوجد بشكل طبيعي في الجسم بكميات صغيرة، عادةً بنسب تتراوح بين 2-3%. عندما يعمل جهاز المناعة بشكل جيد، فإن عدوى الفطريات نادرًا ما تكون خطيرة. ولكن عند نموها بشكل مفرط، يمكن أن تسبب مشاكل صحية كبيرة. بالإضافة إلى الأعراض الشائعة، قد تتطور العوارض بسبب فرط نمو الكانديدا الى حساسيات جديدة أو عدم تحمل لأطعمة معينة مثل الألبان، البيض، الذرة، والجلوتين.
أعراض الكانديدا
إذا كنت قلقًا بشأن وجود الكانديدا أو فرط نمو الكانديدا، فإليك الأعراض المهمة التي يجب الانتباه لها:
اضطرابات معوية مستمرة: مثل الغازات، التجشؤ، الانتفاخ، الإمساك، الإسهال، أو تقلصات المعدة. هذه الأعراض تنجم عن اختلال التوازن بين البكتيريا النافعة والفطريات في الأمعاء، مما يؤدي إلى مشاكل مثل فرط نمو البكتيريا والفطريات في الأمعاء الدقيقة وتسرب الأمعاء. هذه الحالات يمكن أن تساهم في استجابات المناعة الذاتية والأمراض، بالإضافة إلى أعراض مثل عسر الهضم وسوء امتصاص العناصر الغذائية.
التهابات مهبلية وبولية متكررة.
عدوى فطرية في الجلد والأظافر.
طبقة بيضاء على اللسان.
عدوى في فروة الرأس وقشرة الرأس.
أعراض غير مألوفة قد تسببها فرط نمو الكانديدا:
الصداع النصفي.
ضبابية العقل وصعوبة في التركيز.
اختلال هرموني لدى النساء: حيث يمكن أن تفرز الكانديدا مادة مشابهة للاستروجين، مما يؤدي إلى تأثيرات سامة وتفاقم الأعراض السابقة للحيض.
أعراض نفسية: مثل مشاعر الخوف المستمرة، القلق، والاكتئاب، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية. تتضمن هذه الاضطرابات العاطفية تقلبات المزاج والشعور العام بالإرهاق الذي لا يتحسن مع الراحة.
الأسباب الجذرية للكانديدا
توجد أسباب عديدة محتملة للكانديدا، بما في ذلك النظام الغذائي العالي بالسكر والكربوهيدرات المكررة و البسيطة والكحول، جميعها يمكن أن تغذي نمو الكانديدا. بالإضافة إلى ذلك، هناك ستة أسباب أخرى محتملة:
- الاستهلاك المفرط للكربوهيدرات البسيطة والسكريات: تناول كميات كبيرة من هذه الأطعمة يمكن أن يعزز نمو الكانديدا، حيث أن هذه الفطريات تعتمد على هذه العناصر الغذائية. لإدارة الكانديدا، من المهم استبدال السكريات البسيطة بالكربوهيدرات المعقدة، وتجنب جميع السكريات البسيطة بما في ذلك المحليات الطبيعية مثل دبس التمر، واستبدالها ببدائل مثل الستيفيا أو المحليات المستخلصة من فاكهة الراهب.
- مرض السكري: في الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الأول أو الثاني، تكون مستويات السكر في الفم والأغشية المخاطية عادةً أعلى من أولئك غير المصابين بالسكري. نظرًا لأن الكانديدا نوع من الخميرة التي تتغذى على السكر، فمن المفهوم أن الأشخاص المصابين بالسكري أكثر عرضة لتطوير متلازمة فرط نمو الكانديدا.
- انخفاض مستويات البكتيريا النافعة في الأمعاء: البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي تعمل كحماة، تحميك من الفطريات والديدان والجراثيم والبكتيريا الضارة. تعيش هذه البكتيريا جنبًا إلى جنب مع خلايا المناعة، مما يساعد على تحفيز وتنشيط جهاز المناعة لإنتاج خلايا المناعة والأجسام المضادة التي تدمر الكائنات الضارة. يمكن أن يتأثر توازن البكتيريا النافعة و الفطريات من خلال:
- نمط حياة غير صحي ونظام غذائي فقير بالخضروات الورقية الملونة.
- الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، سواء بعد دورة علاج للعدوى أو لأي التهاب آخر، أو الاستهلاك المفرط للألبان التجارية الغنية بالمضادات الحيوية.
- الإصابة بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO).
- نقص في حمض المعدة.
- استهلاك الكحول المفرط والتدخين.
- المبيدات مثل الجليفوسات المتواجدة على الفواكه والخضروات غير المغسولة جيدا.
- التوتر المزمن وقلة النوم يمكن أن تقلل من حمض المعدة وتزيد من مستويات الكورتيزول، مما يضر بالبكتيريا النافعة في الأمعاء.
- المحليات الصناعية مثل السكارين، الأسبارتام، والسكرالوز يمكن أن تقتل البكتيريا النافعة في الأمعاء.
- ارتفاع الكورتيزول المزمن: التوتر المزمن، قلة النوم، والإجهاد المستمر يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول. مستويات الكورتيزول العالية تقمع وتضعف جهاز المناعة، مما يساهم في نمو الكانديدا بشكل مفرط.
- السفر المتكرر: التنقل المستمر من بلد إلى آخر يمكن أن يكون أيضًا عاملًا مسهمًا.
- ضعف المناعة: قد يكون هذا نتيجة للتوتر المزمن، نمط حياة غير صحي، مرض السكري (النوع 1 أو 2)، السمنة، أو الاستخدام المزمن للاستنشاق بالستيرويدات لعلاج الربو. من المهم غسل الفم بالماء وزيت جوز الهند بعد الاستنشاق لقتل ومنع نمو الفطريات في الفم.
الفحوصات الضرورية
- أجسام مضادة للكانديدا: هناك نوعان من الأجسام المضادة للكانديدا لفحصها:
- كانديدا IgM: إذا كانت مرتفعة، فهذا يشير إلى عدوى الكانديدا الحالية.
- كانديدا IgG: إذا كانت مرتفعة، فهذا يشير إلى تاريخ عدوى فطرية، لكن ليس عدوى حالية.
- ESR وCRP: هذه المؤشرات عادة ما تكون مرتفعة في جميع أنواع العدوى الفطرية والبكتيرية.
- تحليل البراز: يساعد هذا التحليل في الكشف عن وجود الكانديدا في الجهاز الهضمي.
- للنساء: يمكن إجراء مسحة مهبلية لاكتشاف العدوى الفطرية المهبلية.
الشفاء الطبيعي
بروتوكول الدكتور فجر لعلاج الكانديدا والعدوى الفطرية طبيعيًا دون استخدام الأدوية هو نهج من ثلاث خطوات:
الخطوة الأولى: تجويع الكانديدا والفطريات
- أظهرت الدراسات أن استبعاد الكربوهيدرات بالكامل في النظام الغذائي الخاص للكانديدا، مثل نظام الكيتو، غير فعال تمامًا لعلاج الكانديدا. السر يكمن في اختيار أنواع الكربوهيدرات الصحيحة.
- استبدل الكربوهيدرات البسيطة بالكربوهيدرات المعقدة وتجنب جميع السكريات البسيطة. من المهم تناول هذه الكربوهيدرات مع وجبة متوازنة تشمل الخضروات غير النشوية، البروتينات، والدهون الصحية. ركز على الفواكه منخفضة السكر مثل التوتيات والبابايا، وتجنب الفواكه عالية السكر مثل الفواكه المجففة.
- ملاحظة: تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية أو عدم التحمل لمدة شهرين على الأقل، خاصة البيض، الألبان، والجبن. أيضًا، ابتعد عن الأطعمة التي تعزز الالتهاب
- مثل الزيوت المهدرجة، اللحوم المعالجة، والأطعمة المعلبة.
الخطوة الثانية: القضاء على الكانديدا
- استخدم المضادات الحيوية الطبيعية مثل زيت جوز الهند. نظرًا لأن هذه المواد تعمل كعوامل مضادة للفطريات والبكتيريا قوية، يمكن تطبيقها مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا على المناطق المتأثرة بالإكزيما أو الفطريات الجلدية. إذا كانت لديك طبقة بيضاء على لسانك، يمكنك المضمضة بملعقة طعام من زيت جوز الهند لمدة 10 دقائق يوميًا.
- للنساء: إذا كنت تعانين من عدوى فطرية مهبلية، ضعي زيت جوز الهند على المنطقة المتأثرة واتركيه طوال الليل لمدة أسبوع.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المضادات الحيوية الطبيعية والمكملات الأخرى كجزء من بروتوكول الكانديدا التي سيتم تخصيصها وفقًا لاحتياجاتك وظروفك. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة هذا الرابط:
بروتوكول التشافي من السيبو و القولون العصبي
الخطوة الثالثة: منع نمو الكانديدا في المستقبل
تعزيز وتنشيط جهاز المناعة باستخدام العلاجات مثل الكركم، الزنجبيل، وأعشاب طبيعية أخرى تعزز المناعة.
أعراض قتل الكانديدا:
قد يؤدي قتل الكانديدا بسرعة إلى رد فعل أيضي يفرز أكثر من 70 نوعًا من السموم في جسمك. الأعراض التي تشير إلى أن التخلص من الكانديدا وأن النظام الغذائي فعال، تشمل:
- ضبابية في الدماغ و عدم القدرة على التركيز.
- صداع.
- إرهاق.
- دوار.
- اضطرابات معوية (انتفاخ، غازات، إمساك، غثيان).
- تعرق وحمى.
- عدوى الجيوب الأنفية.
- طفرات جلدية في الجسم
- أعراض مشابهة للإنفلونزا.
عندما تبدأ هذه الأعراض في الظهور، فهذا في الواقع علامة إيجابية! هذه الأعراض عادة ما تختفي خلال سبعة إلى عشرة أيام مع التخلص من الكانديدا الزائدة من جسمك. في غضون بضعة أسابيع، ستلاحظ على الأرجح زيادة في الطاقة، وتحسن التركيز، وتخفيف الأعراض الأخرى. لتخفيف وتقليل أعراض موت الكانديدا، حاول شرب 2 لتر من السوائل الصافية يوميًا، مثل الماء، مرق العظام، وشاي الأعشاب. اشترك في أنشطة مثل التمارين الرياضية أو المشي لمدة 20 دقيقة يوميًا لتعزيز التعرق والمساعدة في التخلص من السموم. بالإضافة إلى ذلك، دعم عملية إزالة السموم في الكبد من خلال تناول عصير أخضر، عصير الشمندر الخام، والمكملات الطبيعية مثل حليب الشوك.
بمجرد أن تختفي الأعراض وتكمل عملية التنظيف، يمكنك الانتقال إلى الحفاظ على صحتك ومنع النمو المفرط في المستقبل.
من أجل التعلم أكثر عن الكانديدا و علاجاتها الطبيعية، الرجاء الرجوع الى قناة الدكتورة فجر الجميري على اليوتيوب وشاهد هذه الحلقة: