مع بداية الأربعين، تدخل المرأة مرحلة جديدة في حياتها، تُعَدُّ نقطة تحول رئيسية في مسيرتها الشخصية والصحية. تُعتبر فترة الانتقال إلى سن الأمل وما قبل انقطاع الطمث من أهم الفترات في حياة المرأة، حيث تشهد تغيرات هائلة في الجسم والعقل. من سن 45 إلى 55 عامًا، تبدأ المرأة في تجربة تغيرات هرمونية مكثفة تؤثر على جميع جوانب حياتها.
فترة “ما قبل انقطاع الطمث”، تشكل فترة انتقالية حيث تبدأ مستويات الهرمونات مثل الاستروجين والبروجستيرون في التغير بشكل ملحوظ. وبينما يختلف تأثير هذه التغيرات من امرأة لأخرى، إلا أنها تُعد فترة تحمل العديد من التحديات والتغييرات البدنية والنفسية للمرأة.
أما مرحلة “سن الأمل” أو سن التجدد، فهي المرحلة التي تشهد فيها توقف الدورة الشهرية تمامًا ويصبح الحمل أمرًا صعبًا بشكل طبيعي. يمكن أن تترافق هذه المرحلة مع تحديات جسدية مثل هشاشة العظام واضطرابات النوم، بالإضافة إلى تحديات عاطفية مثل مشاكل التأقلم مع التغيرات الهرمونية والتغيرات في الصورة الذاتية.
من المهم جدًا خلال هذه الفترة أن تلتزم المرأة بالعناية بنفسها، وتلتزم بنمط حياة صحي يشمل النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم، بالإضافة إلى البحث عن الدعم العاطفي والمهني الذي قد يكون ضروريًا لمساعدتها على التأقلم مع التغيرات التي تحدث في حياتها.
ماذا يحدث خلال انقطاع الطمث؟
في مرحلة ما قبل سن الأمل، تحدث تغييرات هرمونية تؤثر على الجسم بشكل ملحوظ. يقل في هذه المرحلة إفراز هرمونات الاستروجين والبروجسترون، اللتين تعرفان بالهرمونات الأنثوية. ولكن النقطة المهمة هنا هي أن انخفاض هرمون البروجسترون يحدث بمعدل أسرع بكثير من انخفاض هرمون الاستروجين. ففي مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، يقل هرمون البروجسترون بشكل ملحوظ، حوالي 70% من مستواه الطبيعي. بينما يقل هرمون الاستروجين بشكل أبطأ، مما يؤدي إلى فجوة كبيرة بين مستويات الهرمونين.
هذه الفجوة بين هرمونات الاستروجين والبروجسترون تسبب سيادة في مستويات الاستروجين في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل التبول الليلي المتكرر، والهبات الساخنة، والتغييرات المزاجية، وصعوبة النوم، والتغيرات في الجلد والشعر، وغيرها من الأعراض المرتبطة بمرحلة ما قبل سن التجدد.
أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث:
- الدورة الشهرية غير المنتظمة: تتميز بتغيرات في نمط الدورة الشهرية.
- الهبات الساخنة: تشعر المرأة بارتفاع درجة الحرارة في الجسم، وتعرق شديد.
- انخفاض الرغبة الجنسية: قد يلاحظ بعض النساء انخفاضًا في الرغبة الجنسية.
- جفاف المهبل: قد يحدث جفافًا في المهبل نتيجة تغيرات في مستويات الهرمونات.
- تقلب المزاج: يمكن أن يتسبب التقلب الهرموني في تقلبات مزاجية مفاجئة.
- صعوبة النوم: يمكن أن تعاني المرأة من صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي: يمن أن تعاني المرأة في هذه المرحلة من الإمساك و النفخة و الغازات و غيرها من مشاكل في الجهاز الهضمي.
- التعب: يمكن أن يكون هناك شعور بالتعب وقلة الطاقة بشكل دائم أو متكرر.
أعراض سن الأمل:
بعد سن الأمل، تظهر العديد من الأعراض التي ترتبط بانخفاض مستويات هرمون الاستروجين، وتشمل:
- الجفاف والرقة في بطانة المهبل، مما يمكن أن يجعل الجماع مؤلمًا.
- الشعور بالحرقة أثناء التبول والإلحاح البولي المفاجئ.
- نقص في الكولاجين والإيلاستين في الجلد، مما يجعله أقل مرونة وأكثر عرضة للجفاف.
- زيادة خطر هشاشة العظام والتعرض للكسور.
- ارتفاع مستويات الكولسترول غير الصحي، مما يرتبط بزيادة مرض الشرايين التاجية.
ولكن هل كنت تعلمين أنه يمكنك التخفيف من هذه الأعراض بعد بلوغ سن الأربعين أو حتى تأجيلها إلى بداية الخمسين من خلال تغيير نمط حياتك وتبني نظام غذائي صحي واستهلاك بعض الأعشاب والمكملات الغذائية الطبيعية؟ يعتمد التخفيف من هذه الأعراض على إعادة توازن هرمونات المرأة في جسمها، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز صحة الداعمات الستة التي تلعب دورًا حيويًا في صحة المرأة وتنظيم هرموناتها. كلما اهتمت بصحة هذه الداعمات، كلما تأخرت أعراض سن الأمل في الظهور. أما في حالة إصابة هذه الداعمات بخلل أو أمراض، يمكن أن تظهر أعراض سن الأمل في مرحلة متقدمة من العمر. الداعمات الستة لتوازن هرمونات المرأة هي:
- الغدة الكظرية
تنتج الغدة الكظرية هرمونات الاستروجين والبروجسترون المؤثرة على الحيض والخصوبة. عند نقص هذه الهرمونات، تنشط الغدة الكظرية لتعويض النقص، مما يجعل الحفاظ على صحتها أمرًا أساسيًا لاستقرار الهرمونات، خاصةً في مرحلة ما قبل سن الأمل. ويكون ذلك من خلال تبني نظام غذائي صحي يشمل الدهون الصحية وتجنب التوتر وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز صحة الغدة الكظرية باستخدام المكملات الغذائية مثل الأشواغاندا وفيتامين D3 وأوميغا-3.
- توازن هرمون الأستروجين
بعد سن الأربعين، يزداد أهمية الأستروجين في صحة المرأة، حيث يؤثر على صحة القلب، العظام، والبشرة، ويسهم في تنظيم التوازن العاطفي والحفاظ على الصحة النفسية.لذلك ينصح بتناول الخضروات الصليبية مثل البروكلي, الفجل, القرنبيط,الكيل و اللفت الإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام، مع تجنب الأطعمة والمواد الكيميائية التي قد تؤثر سلبًا على مستويات الأستروجين. ويمكن دعم ذلك بتناول المكملات الغذائية مثل DIM وEvening primrose oil..
- صحة الكبد
في سن الأربعين، يصبح الكبد مهماً في تنظيم الهرمونات وتطهير الجسم من السموم. لكن الإجهاد والضغوطات يمكن أن تعرقل دوره، مما يؤدي إلى تراكم الهرمونات الاستروجينية غير المرغوب فيها. لذا، يُنصح بالاهتمام بصحة الكبد لتعزيز عملية التطهير وتحقيق الصحة والحيوية.لذلك يجب تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات اللازمة للكبد مثل السبانخ والكرنب، والابتعاد عن المواد الضارة مثل الكحول، ويمكن دعم صحة الكبد بتناول المكملات الغذائية مثل Milk thistle.
- توازن هرمون الغدة الدرقية
يؤثر هرمون الغدة الدرقية على الأيض وتوفير الطاقة، مما يساهم في الحفاظ على وزن صحي ومستويات طاقة مستقرة. وبالتالي، يلعب دوراً هاماً في دعم الصحة والنشاط للمرأة بعد سن الأربعين. و بالتالي, إن صحة الغدة الدرقية تعتمد على تناول الأطعمة الغنية باليود والسيلينيوم، مع التقليل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة وضمان النوم الكافي، ويمكن دعم ذلك باستخدام بعض المكملات الغذائية.
- صحة الجهاز الهضمي
بعد سن الأربعين، يزداد أهمية الجهاز الهضمي في صحة المرأة، حيث يساهم في امتصاص الفيتامينات والمعادن الأساسية، وإفراز هرمونات السعادة، وتعزيز جهاز المناعة.بالإضافة إلى أن بكتيريا الجهاز الهضمي أكرمانسيا موسينيفيلا (Akkermansia muciniphila) تلعب دوراً هاماً في تحسين الأيض والتخلص من الدهون، وتحافظ على وزن صحي. لذا، ينبغي الاهتمام بصحة الجهاز الهضمي لدى المرأة بعد سن الأربعين لتعزيز الصحة العامة والحفاظ على التوازن الهرموني. يكون ذلك من خلال تناول الألياف والسوائل بكميات كافية، والابتعاد عن المواد الضارة مثل المشروبات الغازية والكحول، ويمكن دعم صحة الجهاز الهضمي باستخدام المكملات الغذائية مثل بروبيوتك والأنزيمات الهاضمة.
- توازن هرمون الأنسولين
مشكلة مقاومة الأنسولين تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ويؤثر أيضاً على توازن باقي هرمونات الجسم. يجب على المرأة بعد سن الأربعين الانتباه إلى توازن مستويات الأنسولين من خلال تناول الأطعمة المنخفضة النشاء والسكر، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، ويمكن دعم ذلك باستخدام المكملات الغذائية مثل بربرين.
للحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية تحقيق توازن الهرمونات وتخفيف أعراض سن الأمل، يمكنك استكشاف بروتوكول صحة المرأة بعد سن الأربعين الذي أعددته خصيصًا ليكون شريكًا لك في هذه الرحلة. سيمنحك هذا البروتوكول الفرصة لاكتشاف أسرار الشباب المتجدد وكيفية تحويل العمر إلى مجرد رقم، مما يمكنك من الاستمتاع بمرحلة الأربعين كما لو كنت في الثلاثين من العمر. هذا البروتوكول الغذائي يقدم دليلًا شاملاً للمرأة في سن الأربعين، حيث يوضح الأطعمة المسموح بها والممنوعة، ويقدم دليل المشتريات الصحية الذي يسهل عليك اختيار الأطعمة الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يركز النظام على الأعشاب الطبيعية التي تعزز صحة المرأة، والأغذية الخارقة التي تساعد في تنظيم هرموناتها. ويشمل البروتوكول نظامًا غذائيًا شاملاً يغطي الفطور والغذاء والعشاء، مما يساعدك على تناول الطعام بطريقة صحية ومتوازنة طوال اليوم. كما يقدم دليلًا للمكملات الغذائية التي قد تحتاجها المرأة في سن الأربعين لتعزيز صحتها وتحسين جودة حياتها.
للوصول الى بروتوكول صحة المرأة بعد سن الأربعين الرجاء الضغط على هذا الرابط: